Social Etiquette

سحر التفاصيل الصغيرة – عندما يصبح التقدير مفتاحًا للسعادة

سحر التفاصيل الصغيرة – عندما يصبح التقدير مفتاحًا للسعادة

عندما كنتُ في الصف السادس الابتدائي بمدرسة دارسيت الحكومية، كانت هناك زميلة لي تُدعى نيڨين، لا تزال صورتها محفورة في ذاكرتي وهي تمّرر أصابعها الصغيرة فوق الملصقات الملوّنة التي كنا نزين بها دفاترنا. لم أكن أفهم وقتها سرّ استمتاعها العميق بذلك الفعل البسيط، لكنها كانت تفعلها وكأنها تحاول تخزين لحظة جميلة في ذاكرتها، دون أن تدرك أنني أنا أيضًا كنتُ أفعل الشيء نفسه ولكن بمراقبتها!

واليوم، أدركت أن موضوعي ليس عن الملصقات، بل عن تقدير الأمور الصغيرة، تلك التفاصيل التي تبدو عابرة لكنها تحمل سحرًا يبعث فينا السعادة والرفاهية حتى وإن بدت غير مهمة.

كم مرة مررنا بجمال بسيط دون أن ننتبه؟ كم مرة تجاهلنا تحية عابرة، أو ابتسامة، أو حتى صوت طفل يحكي لنا عن يومه؟ كل تلك اللحظات الصغيرة هي نِعم متناثرة حولنا، لكنها تحتاج منا فقط إلى أن نفتح أعيننا لنراها ونشعر بها.

🔹 التحية التي أوصانا بها نبينا محمد ﷺ ليست مجرد كلمات، بل لها قوة سحرية تجعل يوم شخص آخر أكثر إشراقًا.
🔹 عندما تأتيكِ ابنتكِ متحمسة لتشارككِ قصة وسط زحام أفكاركِ، امنحيها لحظة انتباهكِ. في يوم من الأيام، ستكبر ولن تأتي لتحكي لكِ كل تفاصيلها، فاحتضني تلك اللحظات قبل أن تمضي.

التقدير ليس مجاملة، إنه تجربة محسوسة!

التقدير لا يعني أن نقول “شكرًا” فقط، بل أن نشعر بجمال الأشياء من حولنا ونتفاعل معها بعمق. عندما نقدّر، نشعر بالطاقة تتجدد داخلنا، نصبح أكثر يقظة وحيوية، وكأننا نشحن أرواحنا بطاقة إيجابية لا تنضب.

لكن، متى نفقد هذه القدرة على التقدير؟
عندما نعيش في عجلة من أمرنا، نركض خلف المستقبل وننسى أن نعيش الحاضر بكل تفاصيله. السعادة ليست في الحدث التالي، بل في اللحظة الحالية التي بين يديكِ الآن.

✨ افتحي عينيكِ، انظري حولكِ، وستجدين قلبكِ ممتلئًا بالدهشة والجمال.✨

 

بقلم الكاتبة علياء بنت برغش آل سعيد 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *