لماذا أنا؟
في هذه المرحلة، يبدأ التسليم بالواقع، وتبدأ الأسئلة تتوجه نحو نفسك. تلك الأسئلة التي قد تبدو قاسية، لكنها في الحقيقة هي المفتاح لفهم الذات والتأمل في تفاصيل لم تكن في الحسبان. أول سؤال قد يتبادر إلى ذهنك هو: لماذا حدث ذلك معي؟
إليك بعض الأسئلة التي قد تجدين نفسكِ تطرحينها:
- لماذا يحدث لي هذا؟
- هل كنت مقصرّة في شيء؟
- كيف كانت علاقتي به بشكل عام؟
- ما هي الذكريات التي أحتفظ بها داخلي؟
- ما الذي جعل الأمور تبتعد؟
- هل أنا السبب في ذلك؟
- هل هو مزواج وأنا لم أكن أعلم؟
- هل هو يعاقبني؟
ورغم أنكِ قد تجمعين العديد من الأسئلة والإجابات، إلا أن هذه الإجابات لن تكون كافية لتبرير ما حدث. ولكن، تحليل تلك الأسئلة قد يساعد في تهدئة نفسك، ويفتح لكِ أبواباً من الفهم العميق.
لكي تجدي الإجابات، ستحتاجين إلى وقت طويل لمراجعة المواقف اليومية وكيف تم التعامل معها. وبالتأكيد ستكتشفين هناك لحظات لم تُعالج كما ينبغي.
امنحي نفسكِ المساحة الكافية للتفكير بعمق، ولا تدعي أي موقف أو كلمة تشتتكِ عن الوصول إلى الحقيقة. الحقيقة التي يجب أن تعرفيها هي أن زواج زوجكِ ليس بسبب نقص فيكِ، بل هو فقط رغبة منه. وإذا كان هناك أي نقص في علاقتكما، فعلى الزوج أن يتحمل مسؤوليته ويعبر عن احتياجاته ويساعدك على التغيير لإنقاذ العلاقة.
غالباً، إذا تم سؤال الزوج عن السبب، لن يكون لديه إجابات شافية أو قد يفضل الصمت حتى لا يزيد الموقف تعقيداً. لذا، إذا حدث النقاش، يفضل أن يكون بهدوء تام حتى تحافظين على هدوء نفسكِ وعزتكِ.
ومن أعظم نعم الله علينا هو اليقين في قضائه وقدره. فهذا اليقين سيجعلكِ تتقبلين الحقيقة بسلام داخلي، وتدركين أن ما حدث هو بتقدير الله، وأنه في ذلك الخير، لأنه سبحانه لطيف خبير. كما قال تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
هذه الرؤية مستخلصة من تجارب متعددة، وهي ليست بالضرورة الحل الأنسب لكل امرأة، بل يعتمد على شخصيتها وظروفها الخاصة.
من كتابي الجديد سوف يرى النور قريبا